مقبرة سمبوسكي هي المقبرة اليهودية الوحيدة على جبل صهيون في العصر الحديث، المقبرة مقامة على المنحدر الجنوبي للجبل، واستخدمت لدفن الفقراء.

 في اوساط يهود القدس تعتبر المقبرة قديمة، ولكن أقدم الشواهد التي وُثقت فيها تعود الى القرن الثامن عشر. مصدر لم يُعرف اسمه قال: هناك من قالوا ان اسم المقبرة منسوب إلى اسم عائلة ليست معروفة في عصرنا، في حين قال آخرون بأن الاسم جاء من الخبز “سمبوسك” وهو مأكول بسيط على شكل نصف دائرة تشبه أرض المقبرة.

اُستخدمت المقبرة في الأساس لدفن الفقراء، كما استخدمت المغارات المحيطة بها لتخزين الكتب المقدسة البالية “شموت”.

 مسيرة تخزين الكتب كانت تجري كل عدة سنوات تحت ستارة من الحرير المطرزة بخيوط من الذهب، مقامة على شكل خيمة، وكان وجهاء الطائفة ينقلون الكتب المقدسة البالية ،وخلفهم كانوا يسيرون حاملون (36 ) كيس مليئة بالكتب المقدسة البالية ومن ثم يدفنوها في حفرة على جبل صهيون، وقد تناقلت الأجيال هذا التقليد ورسخته وأصبح ميراث الإباء (هحبتسيلت 1871).

في عام (1925) قام  كل من : يهود الايب ماجنس، وناحوم سلوشتس والحاخام سمحا اساف، بابحاث في مغارات التخزين، وذلك من قِبل شركة دراسات أرض إسرائيل وأثارها القديمة.

دفن في المقبرة الرجال والنساء اليهود من أبناء جميع الطوائف، إلا أن نصيب اليهود اليمنيين كان الابرز فيها. شركة “كديشا” الشرقية كانت تدفن فيها الفقراء الذين لم يكن بمقدورهم شراء قبر، وفي ايام الانتداب البريطاني تقرر رسميا ان يكون الدفن في “مقبرة سمبوسك”مجاني. وكان هناك القليلون ممن اشتروا قبورا لانفسهم مسبقا. الشواهد التي وجدت في المنطقة حملت على الاغلب نصوص قصيرة، والكثير منها لم تحمل تاريخ. ولحسن الحظ، ان قائمة المدفونين وجدت في حوزة المسئولين عن الدفن – ابناء عائلة فرنس.

في الكشوفات المحفوظة لدى عائلة فرنس وجدت الأوصاف المثيرة للاهتمام (خارج السور، دفن منتحرين او ربما اولئك الذين بدلوا دينهم)، “اسبيطال طريف” (مستشفى طريف، اي مسيحي)، وقطعة “اوس لوكوس” (المجانين باللادينو). المرحوم دورون هيرتسوغ، الذي كرس سنوات كثيرة في دراسة مقبرة سمبوسك ونشأتها، يُقدر انه دفن فيها ألاف الناس بدءاً من القرن السابع عشر. في سجل الوفيات الذي كان بحوزة عائلة فرنس مُسجل حوالي (1400) شخص دفنوا في مقبرة سمبوسك منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.

الصور والخرائط منذ بدأ القرن التاسع عشر تُظهر الكثير من الشواهد في ارض “سمبوسك”. ومع الزمن سلب جزء منها واستخدمت للبلاط والبناء، وجزء أخر دفنت في الأرض أو تدحرجت للمنحدر، بقي اليوم فقط بضع عشرات منها. طرحت مبادرات مختلفة  لترميم المكان خلال القرن العشرين، وفي بداية سنوات الالفين كانت هناك نية لجلب رفاة الحاخام نحمان من بريسلب للمقبرة. المقبرة موجودة اليوم ضمن ارض “المتنزه القومي حول اسوار القدس”، وقد اجريت فيها اعمل تنظيف وترميم. وفي السنوات الاخيرة بدءوا باحياء يوم الثامن من اذار، كيوم ذكرى للاشخاص الذين لا يعرف مكان دفنهم، ذكرى الاموات الذين دفنوا في المقبرة المنسية. وفي كل خريف تنمو في ارض المقبرة المئات من ازهار (بصل الفأر) والتي تسمى بالعبرية “بصل الاموات” – كشموع ذكرى خلابة.

لمطالعة المزيد: دورون هرتسوغ، سمبوسكي – قصة المدفن اليهودي في جبل صهيون، معهد مغليم، 2011.

(بقلم: نير اورطال)

Print Friendly, PDF & Email